Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 8-10)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } الضمير في يسمعون للشياطين ، والملأ الأعلى هم الملائكة الذين يسكنون في السماء ، والمعنى أن الشياطين منعت من سماع أحاديث الملائكة . وقرأ حفص وعاصم وحمزة يسمعون بتشديد السين والميم ووزنه يتفعلون والسمع طلب السماع ، فنفى السماع على القراءة الأولى ، ونفى طلبه على القراءة بالتشديد ، والأول أرجح لقوله { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } [ الشعراء : 212 ] ولأن ظاهر الأحاديث أنهم يستمعون ، لكنه لا يسمعون شيئاً ، منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهم يرجمون بالكواكب { وَيُقْذَفُونَ } أي يرجمون يعني بالكواكب وهي التي يراها الناس تقتضّ ، قال النقاش ومكي : ليست الكواكب الراجمة للشياطين بالكواكب الجارية في السماء ؛ لأن تلك لا ترى حركتها وهذه الراجمة ترى حركتها لقربها منا . قال ابن عطية : وفي هذا نظر { دُحُوراً } أي طرداً وإبعاداً وإهانة ؛ لأن الدحر الدفع بعنف . وإعرابه مفعول من أجله أو مصدر من يقذفون على المعنى أو مصدر في موضع الحال تقديره : مدحورين { عَذابٌ وَاصِبٌ } أي دائم ، لأنهم يرجمون بالنجوم في الدنيا ، ثم يقذفون في جهنم ، { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ } { مَنْ } في وضع رفع بدل من الضمير في قوله : { لاَّ يَسَّمَّعُونَ } والمعنى لا تسمع الشياطين أخبار السماء إلا الشيطان الذي خطف الخطفة { شِهَابٌ ثَاقِبٌ } أي شديد الإضاءة .