Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 32-32)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ِ { فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي } معنى هذا يختلف على حسب الاختلاف في القصة ، فأما الذين قالوا إن سليمان عقر الخيل لما اشتغل بها حتى فاتته الصلاة فاختلفوا في هذا على ثلاثة أقوال : أحدها أن الخير هنا يراد به الخيل ، وزعموا أن الخيل يقال لها خير ، وأحببت بمعنى : آثرت أو بمعنى فعل يتعدى بمن قال : آثرت حب الخيل فشغلني عن ذكر ربي ، والآخر : أن الخير هنا يراد به المال ، لأن الخيل وغيرها مال فهو كقوله تعالى : { إِن تَرَكَ خَيْراً } [ البقرة : 180 ] أي مالاً ، والثالث : أن المفعول محذوف ، وحب الخير مصدر والتقدير : أحببت هذه الخيل مثل حب الخير ، فشغلني عن ذكر ربي ، وأما الذين قالوا : كان يصلي فعرضت عليه الخيل فأشار بإزالتها ؛ فالمعنى أنه قال : إني أحببت حب الخير الذي عند الله في الآخرة بسبب ذكر ربي ، وشغلني ذلك عن النظر إلى الخيل { حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } الضمير للشمس وإن لم يتقدم ذكرها ، ولكنها تفهم من سياق الكلام وذكر العشي يقتضيها ، والمعنى حتى غابت الشمس ، وقيل : إن الضمير للخيل ، ومعنى { تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } دخلت اصطبلاتها والأول أشهر وأظهر .