Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-79)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } الآية ، قيل : هي في قوم من الصحابة كانوا قد أمروا بالكف عن القتال قبل أن يفرض الجهاد ، فتمنوا أن يؤمروا به ، فلما أمروا به كرهوه ، لا شكاً في دينهم ، ولكن خوفاً من الموت ، وقيل : هي في المنافقين وهو أليق في سياق الكلام { مَتَٰعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ } وما بعده تحقير للدنيا فتضمن الرد عليهم في كراهتهم للموت { فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } أي في حصون منيعة ، وقيل : المشيدة المطولة وقيل المبينة بالشيد وهو الجص { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ } الحسنة هنا : النصر والغنيمة وشبه ذلك من المحبوبات ، والسيئة : الهزيمة والجوع وشبه ذلك ، والضمير في { تُصِبْهُمْ } وفي يقولوا للذين قيل لهم : كفوا أيديكم ، وهذا يدل على أنها في المنافقين ، لأن المؤمنين لا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إن السيئات من عنده { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } رد على من نسب السيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإعلام أن السيئة والحسنة والخير والشر من عند الله أي بقضائه وقدره { فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ } توبيخ لهم على قلة فهمهم { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ والمراد به كل مخاطب على الإطلاق ، فدخل فيه غيره من الناس ، وفيه تأويلان : أحدهما : نسبة الحسنة إلى الله ، والسيئة إلى العبد تأدباً مع الله في الكلام ، وإن كان كل شيء منه في الحقيقة ، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام : " والخير كله بيدك والشر ليس إليك " وأيضاً : فنسبة السيئة إلى العبد لأنها بسبب ذنوبه ، لقوله : { وَمَآ أَصَٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [ الشورى : 30 ] ، فهي من العبد بتسببه فيها ، ومن الله بالخلقة والاختراع ، والثاني : أن هذا كلام القوم المذكورين قبل ، والتقدير يقولون : كذا فمعناها كمعنى التي قبلها .