Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 89-90)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } الضمير للمنافقين أي تمنوا أن تكفروا { فَخُذُوهُمْ } يريد به الأسر { إِلاَّ ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ } الآية : استثناء من قوله { فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ } ومعناها : أن من وصل من الكفار غير المعاهدين إلى الكفار المعاهدين وهم الذين بينهم وبين المسلمين عهد ومهادنة فحكمه كحكمهم في المسالمة وترك قتاله ، وكان ذلك في أول الإسلام ، ثم نسخ بالقتال في أول سورة براءة ، قال السهيلي وغيره : الذين يصلون هم بنو مدلج بن كنانة { إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } بنو خزاعة ، فدخل بنو خزاعة ، فدخل بنو مدلج في صلح خزاعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعنى يصلون إلى قوم : ينتهون إليهم ، ويدخلون فيما دخلوا فيه من المهادنة وقيل : معنى يصلون أي ينتسبون ، وهذا ضعيف جداً بدليل قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش ، وهم أقاربه وأقارب المؤمنين فكيف لا يقاتل أقارب الكفار المعاهدين { أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ } ، عطف على يصلون أو على صفة قوم وهي : بينكم وبينهم ميثاق ، والمعنى يختلف باختلاف ذلك ، والأول أظهر ، وحصرت صدورهم : في موضع الحال بدليل قراءة يعقوب حصرت ، ومعناه ضاقت عن القتال وكرهته ، ونزلت الآية في قوم جاؤوا إلى المسلمين ، وكرهوا أن يقاتلوا المسلمين ، وكرهوا أيضاً أن يقاتلوا قومهم ، وهم أقاربهم الكفار ، فأمر الله بالكف عنهم . ثم نسخ أيضاً ذلك بالقتال { فَإِنِ ٱعْتَزَلُوكُمْ } أي إن سالموكم فلا تقاتلوهم ، والسلم هنا الانقياد .