Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-25)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يدفعون بعنف { وَجُلُودُهُم } يعني الجلود المعروفة ، وقيل : هو كناية عن الفروج والأول أظهر { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } الآيات يحتمل أن تكون من كلام الجلود ، أو من كلام الله تعالى أو الملائكة ، وفي معناه وجهان : أحدهما لم تقدروا أن تستتروا من سمعكم وأبصاركم وجلودكم ، لأنها ملازمة لكم ، فلم يمكنكم احتراس من ذلك فشهدت عليكم ، والآخر لم تتحفظوا من شهادة سمعكم وأبصاركم وجلودكم ، لأنكم لم تبالوا بشهادتها ، ولم تظنوا أنها تشهد عليكم ، وإنما استترتم لأنكم ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون ، وهذا أرجح لاتّساق ما بعده معه ، ولما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود : " أنه قال اجتمع ثلاثة نفر قرشيان وثقفي ، قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم ، فتحدثوا بحديث فقال أحدهم : أترى الله يسمع ما قلنا : قال الآخر إنه يسمع إذا جهرنا ولا يسمع إذا أخفينا فقال الآخر : إن كان يسمع منا شيئاً فإنه يسمعه كله فنزلت الآية " { أَرْدَاكُمْ } أي أهلككم ؛ من الردى بمعنى الهلاك { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } هو من العتب بمعنى الرضا أي : إن طلبوا العتبى ليس فيهم من يعطاها { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ } أي يسرنا لهم قرناء سوء من الشياطين وغواة الإنس { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } ما بين أيديهم ما تقدم من أعمالهم ، وما خلفهم ما هم عازمون عليه ، أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة ، والتكذيب بها { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } أي سبق عليهم القضاء بعذابهم { فِيۤ أُمَمٍ } أي في جملة أمم ، وقيل : في بمعنى مع .