Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 41-44)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ } الذكر هنا القرآن باتفاق ، وخبر إن محذوف تقديره ؛ { ضَـلُّواْ } أو هلكوا ، وقيل : خبرها : { أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } ، وذلك بعيد . { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ } أي كريم على الله ، وقيل منيع من الشيطان { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ } أي ليس فيما تقدمه ما يبطله ، ولا يأتي ما يبطله والمراد على الجملة أنه لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات { مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ } في معناه قولان : أحدهما : ما يقول الله لك من الوحي والشرائع ، إلا مثل ما قال للرسل من قبلك ، والآخر : ما يقول لك الكفار من التكذيب والأذى إلا مثل ما قالت الأمم المتقدمون لرسلهم ، فالمراد على هذا تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بالتأسي ، والمراد على القول الأوّل أنه عليه الصلاة والسلام أتى بما جاءت به الرسل فلا تنكر رسالته { إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ } يحتمل أن يكون مستأنفاً ، أو يكون هو المقول في الآية المتقدمة ، وذلك على القول الأوّل ، وأما على القول الثاني فهو مستأنف منقطع مما قبله . { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ } الأعجمي الذي لا يفصح ، ولا يبين كلامه سواء كان من العرب أو من العجم ، والعجمي الذي ليس من العرب فصيحاً كان أو غير فصيح ، ونزلت الآية بسبب طعن قريش في القرآن ، فالمعنى أنه كان أعجمياً لطعنوا فيه وقالوا : هلا كان مبيناً فظهر أنهم يطعنون فيه على أي وجه كان { ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } هذا من تمام كلامهم ، والهمزة للإنكار ، والمعنى : أنه لو كان القرآن أعجمياً لقالوا قرآن أعجمي ، ورسول عربي ، أو مرسل إليه عربي ، وقيل : إنما طعنوا فيه لما فيه من الكلمات العجمية ، كسجين وإستبرق ، فقالوا أقرآن أعجمي وعربي ، أي مختلط من كلام العرب والعجم ، وهذا يجري على قراءة أعجمي بفتح العين { فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } عبارة عن إعراضهم عن القرآن ، فكأنهم صم لا يسمعون وكذلك { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } عبارة عن قلة فهمهم له { أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } فيه قولان : أحدهما عبارة عن قلة فهمهم فشبههم بمن ينادي من مكان بعيد فهو لايسمع الصوت ولا يفقه ما يقال ، والثاني أنه حقيقة في يوم القيامة أي ينادون من مكان بعيد ليسمعوا أهل الموقف توبيخهم ، والأوّل أليق بالكنايات التي قبلها .