Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 5-5)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ } أي يتشققن من خوف الله وعظيم جلاله ، وقيل : من قول الكفار : اتخذ الله ولداً ، فهي كالآية التي في مريم قال ابن عطية : وما وقع للمفسرين هنا من ذكر الثقل ونحوه : مردود لأن الله تعالى لا يوصف به { مِن فَوْقِهِنَّ } الضمير للسمٰوات والمعنى يتشققن من أعلاهن ، وذلك مبالغة في التهويل ، وقيل : الضمير للأرضين وهذا بعيد ، وقيل : الضمير للكفار كأنه قال : من فوق الجماعات الكافرة التي من أجل أقوالها تكاد السمٰوات يتفطرن ، وهذا أيضاً بعيد { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } عموم يراد به الخصوص ؛ لأن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين من أهل الأرض ، فهي كقوله : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } [ غافر : 7 ] . وقيل : إنّ يستغفرون للذين آمنوا نسخ هذه الآية ، وهذا باطل ، لأن النسخ لا يدخل في الأخبار ، ويحتمل أن يريد بالاستغفار طلب الحلم عن أهل الأرض مؤمنهم وكافرهم ، ومعناه : الإمهال لهم ، وأن لا يعاجلوا بالعقوبة فيكون عاماً ، فإن قيل : ما وجه اتصال قوله : { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ } الآية : بما قبلها ؟ فالجواب أنا إن فسرنا تفطر السمٰوات بأنه من عظمة الله ؛ فإنه يكون تسبيح الملائكة أيضاً تعظيماً له ، فينتظم الكلام ، وإن فسرنا تفطرها بأنه من كفر بني آدم ؛ فيكون تسبيح الملائكة تنزيهاً لله تعالى عن كفر بني آدم ، وعن أقوالهم القبيحة .