Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 26-29)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّنِي بَرَآءٌ } أي بريء وبراء في الأصل مصدر ثم استعمل صفة ، ولذلك استوى فيها الواحد والجماعة كَعَدْل وشبهه { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } يحتمل أن يكون استثناء منقطعاً ، وذلك إن كانوا لا يعبدون الله ، أو يكون متصلاً إن كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره ، وإعرابه على هذا بدل { مِّمَّا تَعْبُدُونَ } فهو في موضع خفض ، أو منصوب على الاستثناء فهو في موضع نصب { سَيَهْدِينِ } قال هنا : سيهدين ، وقال مرة أخرى : فهو يهدين ، ليدل على أن الهداية في الحال والاستقبال [ من الله ] { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } ضمير الفاعل في جعلها يعود على إبراهيم عليه السلام ، وقيل على الله تعالى ، والأول أظهر ، والضمير يعود على الكلمة التي قالها وهي : { إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } ، ومعناه : التوحيد ، ولذلك قيل : يعود على الإسلام لقوله : { هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ } [ الحج : 78 ] ، وقيل : يعود على { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } [ الصافات : 35 ] ، والمعنى متقارب : أي جعل إبراهيم تلك الكلمة ثابتة في ذريته ؛ لعل من أشرك منهم يرجع إلى التوحيد ، والعقب هو الولد وولد الولد ما تناسلا أبداً { بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ } الإشارة بهؤلاء إلى قريش ، وهذا الكلام متصل بما قبله ، لأن قريشاً من عقب إبراهيم عليه السلام ، فالمعنى لكن هؤلاء ليسوا ممن بقيت الكلمة فيهم ، بل متعتهم بالنعم والعافية ، فلم يشكروا عليها واشتغلوا بها عن عبادة الله { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } وهو محمد صلى الله عليه وسلم .