Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 58-58)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُوۤاْ أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } يعنون بهو عيسى ، والمعنى أنهم قالوا آلهتنا خير أم عيسى ، فإن كان عيسى يدخل النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معه ، لأنه خير من آلهتنا ، وهذا الكلام من تمام ما قبله على ما ذكره الزمخشري في تفسير الآية التي قبله ، وأما على ما ذكر ابن عطية فهذا ابتداء معنى آخر ، وحكى الزمخشري في معنى هذه الآية قولاً آخر : وهو أنهم لما سمعوا ذكر عيسى قالوا : نحن أهدى من النصارى ، لأنهم عبدوا آدمياً ونحن عبدنا الملائكة ، وقالوا آلهتنا وهم الملائكة خير أم عيسى ؛ فمقصدهم تفضيل آلهتهم على عيسى . وقيل : إن قولهم أم هو : يعنون به محمداً صلى الله عليه وسلم ، فإنهم لما قالوا إنما يريد محمد أن نعبد كما عبدت النصارى عيسى . قالوا : أآلهتنا خير أم هو يريدون تفضيل آلهتهم على محمد والأظهر أن المراد بهو عيسى وهو قول الجمهور ، ويدل على ذلك تقدم ذكره { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } أي ما ضربوا لك هذا المثال إلا على وجه الجدل ، وهو أن يقصد الإنسان أن يغلب من يناظره سواء غلبه بحق أو بباطل ، فإن ابن الزبعرى وأمثاله ممن لا يخفى عليه أن عيسى لم يدخل في قوله تعالى : حصب جهنم ، ولكنهم أرادوا المغالطة ، فوصفهم الله بأنهم قوم خصمون .