Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 81-81)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } في تأويل أربعة أقوال : الأول أنها احتجاج وردّ على الكفار ، على تقدير قولهم ، ومعناها لو كان للرحمٰن ولد كما يقول الكفار لكنت أنا أول من يعبد ذلك الولد ؛ كما يعظم خدم الملك ولد الملك لتعظيم والده ، ولكن ليس للرحمٰن ولد ، فلست بعابد إلا الله وحده ، وهذا نوع من الأدلة يسمى دليل التلازم ؛ لأنه علق عبادة الولد بوجوده ، ووجوده محال فعبادته محال ، القول الثاني إن كان للرحمٰن ولد فأنا أول من عبد الله وحده ، وكذبكم في قولكم أن له ولداً ، والعابدين على هذين القولين بمعنى العبادة ، القول الثالث أن العابدين بمعنى المنكرين : يقال عَبِد الرجل إذا أنف وتكبر وأنكر الشيء ، والمعنى : إن زعمتم أن للرحمٰن ولداً فأنا أول المنكرين لذلك ، وإن على هذه الأقوال الثلاثة شرطية ، القول الرابع قال قتادة وابن زيد : إن هنا نافية بمعنى ما كان للرحمٰن ولد وتم الكلام ، ثم ابتدأ قوله { فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } ، والأول هو الصحيح لأنه طريقة معروفة في البراهين والأدلة ، وهو الذي عوَّل عليه الزمخشري ، وقال الطبري : هو ملاطفة الخطاب ونحوه قوله تعالى : { وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ سبأ : 24 ] وقال ابن عطية منه قوله تعالى في مخاطبة الكفار { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } [ النحل : 27 ] يعني شركائي على قولكم .