Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 29-32)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } أي أملناهم نحوها ، والنفر دون العشرة ، وروي أن الجن كانوا سبعة وكانوا كلهم ذكراناً ، لأن النفر الرجال دون النساء ، وكانوا من أهل نصيبين ، وقيل من أهل الجزيرة ، واختلف هل رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قيل : إنه لم يرهم ، ولم يعلم باستماعهم حتى أعلمه الله بذلك ، وقيل : بل علم بهم واستعد لهم واجتمع معهم ، وقد ورد في ذلك عن عبد الله بن مسعود أحاديث مضطربة ، وسبب استماع الجن أنهم لما طردوا من استراق السمع من السماء برجم النجوم قالوا : ما هذا إلا لأمر حدث ، فطافوا بالأرض ينظرون ما أوجب ذلك ، حتى سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر في سوق عكاظ ، فاستمعوا إليه وآمنوا به { أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ } في هذا دلالة على أنهم كانوا على دين اليهود ، وقيل : كانوا لم يعلموا ببعث عيسى { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } ذكر في [ البقرة : 89 ] { دَاعِيَ ٱللَّهِ } هو رسول الله صلى الله عليه وسلم { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } من هنا للتبعيض على الأصح ، أي يغفر لكم الذنوب التي فعلتم قبل الإسلام ، وأما التي بعد الإسلام فهي في مشيئة الله ، وقيل : معنى التبعيض أن المظالم لا تغفر وقيل : إن من زائدة { وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } أي من النار ، واختلف الناس هل للجن ثواب زائد على النجاة من النار ، أم ليس لهم ثواب إلا النجاة خاصة { وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ } الآية : يحتمل أن يكون من كلام الجن ، أو من كلام الله تعالى ، ومعنى ليس بمعجز أي لا يفوت .