Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 18-23)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أهل الشجرة الذين بايعوا تحتها " وفي الحديث أنهم كانوا ألفاً وأربعمائة ، وقيل : ألفاً وخمسمائة . وسبب هذه البيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ الحديبية ، وهي موضع على نحو عشرة أميال من مكة ، أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه رسولاً إلى أهل مكة ، يخبرهم أنه إنما جاء ليعتمر ، وأنه لا يريد حرباً . فلما وصل إليهم عثمان حبسه أقاربه كرامة له ، فصرخ صارخ أن عثمان قد قتل . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة على القتال وأن لا يفر أحد . وقيل : بايعوه على الموت ثم جاء عثمان بعد ذلك سالماً ، وانعقد الصلح بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة ؛ على أن يرجع ذلك العام ويعتمر في العام القابل ، والشجرة المذكورة كانت سمرة هنالك ثم ذهبت بعد سنين . فمر عمر بن الخطاب بالموضع في خلافته ، فاختلف الصحابة في موضعها { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } يعني من صدق الإيمان وصدق العزم على ما بايعوا عليه ، وقيل : من كراهة البيعة على الموت وهذا باطل . لأنه ذم للصحابة وقد ذكرنا السكينة { وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } يعني : فتح خيبر وقيل : فتح مكة والأول أشهر ، أي جعل الله ذلك ثواباً لهم على بيعة الرضوان ، زيادة على ثواب الآخرة . وأما المغانم المذكورة أوّلاً فهي غنائم خيبر ، وهي المعطوفة على الفتح القريب وأما المغانم الكثيرة التي وعدهم الله وهي المذكورة ثانياً فهي : كل ما يغنم المسلمون إلى يوم القيامة ، والإشارة بقوله { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ } إلى خيبر . وقيل : إن المغانم التي وعدهم هي خيبر والإشارة بهذه إلى صلح الحديبية { وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ } أي كف أهل مكة عن قتالكم في الحديبية . وقيل : كف اليهود وغيرهم عن إضرار نسائكم وأولادكم بينما خرجتم إلى الحديبية { وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ } أي تكون هذه الفعلة وهي كف أيدي الناس عنكم آية للمؤمنين ، يستدلون بها على النصر ، واللام تتعلق بفعل محذوف تقديره : فعل الله ذلك لتكون آية { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا } يعني فتح مكة ، وقيل : فتح بلاد فارس والروم وقيل : مغانم هوازن في حنين ، والمعنى لم تقدروا أنتم عليها ، وقد أحاط الله بها بقدرته ووهبها لكم ، وإعراب أخرى عطف على عجل لكم هذه أو مفعول بفعل مضمر تقديره : أعطاكم أخرى أو مبتدأ { وَلَوْ قَـٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كفَرُواْ } يعني أهل مكة { سُنَّةَ ٱللَّهِ } أي عادته والإشارة إلى يوم بدر ، وقيل : الإشارة إلى نصر الأنبياء قديماً .