Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 14-14)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا } نزلت في بني أسد بن خزيمة ، وهي قبيلة كانت تجاور المدينة أظهروا الإسلام ، وكانوا إنما يحبون المغانم وعرض الدنيا ، فأكذبهم الله في قولهم آمنا وصدقهم لو قالوا أسلمنا ، وهذا على أن الإيمان هو التصديق بالقلب ، والإسلام هو الانقياد بالنطق بالشهادتين ، والعمل بالجوارح فالإسلام والإيمان في هذا الموضع متباينان في المعنى ، وقد يكونان متفقان ، وقد يكون الإسلام أعم من الإيمان فيدخل فيه الإيمان حسبما ورد في مواضع أخر { وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً } معنى لا يلتكم لا ينقصكم شيئاً من أجور أعمالكم ، وفيه لغتان يقال لات وعليه قراءة نافع { لاَ يَلِتْكُمْ } بغير همز ، ويقال : ألت وعليه قراءة أبو عمرو لا يألتكم بهمزة قبل اللام ، فإن قيل : كيف يعطيهم أجور أعمالهم وقد قال : إنهم لم يؤمنوا ولا يقبل عمل إلا من مؤمن ؟ فالجواب : أن طاعة الله ورسوله تجمع صدق الإيمان وصلاح الأعمال ، فالمعنى إن رجعتم عما أنتم عليه من الإيمان بألسنتكم دون قلوبكم ، وعملتم أعمالاً صالحة فإن الله لا ينقصكم منها شيئاً .