Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 6-6)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ } سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ، ليأخذ زكاتهم ، فروي أنه كان معادياً لهم ، فأراد إذايتهم فرجع من بعض طريقه فكذب عليهم ، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنهم قد منعوني الصّدقة وطردوني وارتدوا ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ بغزوهم ، ونظر في ذلك فورد وفدهم منكرين لذلك ، ورُوي أن الوليد بن عقبة لما قرب منهم خرجوا إليه متلقين له ، فرآهم على بعد ففزع منهم وظنّ بهم الشر ، فانصرف فقال ما قال . وروي أنه بلغه أنهم قالوا : لا نعطيه صدقة ولا نطيعه فانصرف ، وقال ما قال . فالفاسق المشار إليه في الآية هو الوليد بن عقبة ، ولم يزل بعد ذلك يفعل أفعال الفساق ، حتى صلى بالناس صلاة الصبح أربع ركعات وهو سكران ، ثم قال لهم : أزيدكم إن شئتم ، ثم هي باقية في كل من اتصف بهذه الصفة إلى آخر الدهر ، وقرئ فتبينوا من التبين ، وتثبتوا بالثاء من التثبت ، ويقوي هذه القراءة أنها لما نزلت روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التثبت من الله والعجلة من الشيطان " ، واستدل بهذه الآية القائلون بقبول خبر الواحد ، لأن دليل الخطاب يقتضي أن خبر غير الفاسق مقبول ، قال المنذر بن سعيد البلوطي : وهذه الآية تردّ على من قال : إن المسلمين كلهم عدول ، لأن الله أمر بالتبين قبل القبول ، فالمجهول الحال يخشى أن يكون فاسقاً { أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ } في موضع المفعول من أجله تقديره : مخافة أن تصيبوا قوماً بجهالة ، والإشارة إلى قتال بني المصطلق لما ذكر عنهم الوليد ما ذكر .