Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 28-31)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ } الآية ، قيل : معناها لئن بدأتني بالقتال لم أبدأك به ، وقيل : إن بدأتني بالقتال لم أدافعك ، ثم اختلف على هذا القول هل تركه لدفاعه عن نفسه تورعاً وفضيلة ؟ وهو الأظهر والأشهر ، وكان واجباً عندهم أن لا يدافع أحد عن نفسه وهو قول مجاهد ، وأما في شرعنا فيجوز دفع الإنسان عن نفسه بل يجب { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ } الإرادة هنا ليست بإرادة محبة وشهوة ، وإنما هو تخيير في أهون الشرين كأنه قال : إن قتلتني ، فذلك أحب إلي من أن أقتلك كما ورد في الأثر : " كن عبد الله المقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل " ، وأما قوله بإثمي وإثمك فمعناه بإثم قتلي لك لو قتلتك ، وبإثم قتلك لي ، وإنما يحمل القاتل الإثمين ، لأنه ظالم ، فذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " المتسابان ما قالا " فهو على البادئ ، وقيل : بإثمي ؛ أي تحمل عني سائر ذنوبي ، لأن الظالم تجعل عليه في القيامة ذنوب المظلوم ، وبإثمك أي في قتلك لي ، وفي غير ذلك من ذنوبك { وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّٰلِمِينَ } يحتمل أن يكون من كلام هابيل ، أو استئنافاً من كلام الله تعالى { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً } الآية : روي أن غرابين اقتتلا حتى قتل أحدهما الآخر ، ثم جعل القاتل يبحث عن التراب ويواري الميت ، وقيل : بل كان غراباً واحداً يبحث ويلقي التراب على هابيل { سَوْءَةَ أَخِيهِ } أي عورته ، وخصت بالذكر لأنها أحب بالستر من سائر الجسد ، والضمير في أخيه عائد على ابن آدم ، ويظهر من هذه القصة أن هابيل كان أول من دفن من بني آدم { قَالَ يَٰوَيْلَتَا } أصله يا ويلتي ، ثم أبدل من الياء ألف وفتحت التاء وكذلك يا آسفا . ويا حسرتا { فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ } على ما وقع فيه من قتل أخيه ، واختلف في قابيل هل كان كافراً أو عاصياً ، والصحيح أنه لم يكن في تلك المدة كافراً لأنه قصد التقرب إلى الله بالقربان ، وأصبح هنا وفي الموضع عبارة عن جميع الأوقات لا مختصة بالصباح .