Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 46-48)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } قد تقدم معنى مصدق في البقرة ، ولما بين يديه : يعني التوراة ، لأنها قبله ، والقرآن مصدق للتوراة والإنجيل ، لأنهما قبله ، ومصدقاً : عطف على موضع قوله فيه هدى ونور ، لأنه في موضع الحال { وَمُهَيْمِناً } [ قال ] ابن عباس شاهداً ، وقيل مؤتمناً { عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ } تضمن الكلام معنى : لا تنصرف أو لا تنحرف ، ولذلك تعدى بعن { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [ قال ابن عباس ] سبيلاً وسنة ، والخطاب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أو الأمم ، والمعنى أن الله جعل لكل أمة شريعة يتبعونها ، وقد استدل بها من قال : إن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا ، وذلك في الأحكام والفروع ، وأما الاعتقاد ، فالدين فيها واحد لجميع العالم ، وهو الإيمان بالله ، وتوحيده وتصديق رسله ، والإيمان بالدار الآخرة { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَٰتِ } استدل به قوم على أن : تقديم الواجبات أفضل من تأخيرها ، وهذا متفق عليه في العبادات كلها ، إلا الصلاة ففيها خلاف ، فمذهب الشافعي أن تقديمها في أوّل وقتها أفضل ، وعكس أبو حنيفة ، وفي مذهب مالك خلاف وتفصيل ، واتفقوا أن تقديم المغرب أفضل .