Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 54-54)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ } خطاب على وجه التحذير والوعيد ، وفيه إعلام بارتداد بعض المسلمين فهو إخبار بالغيب قبل وقوعه ، ثم وقع فارتدّ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب ، وبنو مدلج قوم الأسود العنسي الذي ادعى النبوة ، وقتل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد الذي ادّعى النبوة ثم أسلم وجاهد ، ثم كثر المرتدون ، وفشا أمرهم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كفى الله أمرهم على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكانت القبائل التي ارتدت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع قبائل بنو فزارة وغطفان وبنو سليم وبنو يربوع وكندة ، وبنو بكر بن وائل ، وبعض بني تميم ، ثم ارتدت غسان في زمان عمر بن الخطاب ، وهم [ قوم ] جبلة بن الأيهم الذي تنصر من أجل اللطمة { فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها ، وقال : قوم هذا يعني أبا موسى الأشعري ، والإشارة بذلك والله أعلم إلى أهل اليمن ، لأن الأشعريين من أهل اليمن ، وقيل : المراد أبو بكر الصديق وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردّة ، ويقوي ذلك ما ظهر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه عنه من الجد في قتالهم ، والعزم عليه حين خالفه في ذلك بعض الناس ، فاشتد عزمه حتى وافقوه وأجمعوا عليه فنصرهم الله على أهل الردة ، ويقوي ذلك أيضاً أن الصفات التي وصف بها هؤلاء القوم هي أوصاف أبي بكر ، ألا ترى قوله : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، وكان أبو بكر ضعيفاً في نفسه قوياً في الله ، وكذلك قوله : ولا يخافون لومة لائم : إشارة إلى من خالف أبا بكر ولامه في قتال أهل الردّة فلم يرجع عن عزمه { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } كقوله : { أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } [ الفتح : 29 ] ، وإنما تعدّى أذلة بعلى ، لأنه تضمن معنى العطف والحنوّ ، فإن قيل : أين الرافع من الجزاء إلى الشرط ؟ فالجواب : أن محذوف تقديره من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم مكانهم أو بقوم يقاتلونهم .