Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 64-64)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ } غل اليد كناية عن البخل ، وبسطها كناية عن الجود ومنه : ولا تجعل يدك مغلولة : أي لا تبخل كل البخل ، ولا تبسطها كل البسط : أي لا تجد كل الجود ، وروي أنّ اليهود أصابتهم سنة جهد فقالوا هذه المقالة الشنيعة ، وكان الذي قالها فنحاص ، ونسبت إلى جملة اليهود ، لأنهم رضوا بقوله : { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ } يحتمل أن يكون دعاء أو خبراً ، ويحتمل أن يكون في الدنيا أو في الآخرة ، فإن كان في الدنيا ، فيحتمل أن يراد به البخل أو غل أيديهم في الأسر ، وإن كان في الآخرة ، [ فهو ] جعل الأغلال في جهنم { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } عبارة عن إنعامه وجوده ، وإنما ثنيت اليدان هنا وأفردت في قول اليهود : يد الله مغلولة ، ليكون رداً عليهم ومبالغة في وصفه تعالى بالجود : كقول العرب : فلان يعطي بكلتا يديه إذا كان عظيم السخاء { كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا ٱللَّهُ } إيقاد النار عبارة عن محاولة الحرب ، وإطفاؤها عبارة عن خذلانهم وعدم نصرهم ، ويحتمل أن يراد بذلك أسلافهم ، أو يراد من كان معاصراً للنبي صلى الله عليه وسلم منهم ، ومن يأت بعدهم ، فيكون على هذا إخبار بغيب ، وبشارة للمسلمين .