Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 2-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } الضمير في عجبوا لكفار قريش ، والمنذر هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : الضمير لجميع الناس واختاره ابن عطية قال : ولذلك قال تعالى : { فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } أي الكافرون من الناس ، والصحيح أنه لقريش ، وقوله : { فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ } وضع الظاهر موضع المضمر لقصد ذمّهم بالكفر ، كما تقول : جاءني فلان فقال الفاجر كذا ، إذا قصدت ذمه وقوله : { مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } إن كان الضمير لقريش فمعنى { مِّنْهُمْ } من قبيلتهم يعرفون صدقه وأمانته وحسبه فيهم ، وإن كان الضمير لجميع الناس فمعنى { مِّنْهُمْ } إنسان مثلهم ، وتعجبهم يحتمل أن يكون من أن بعث الله بشراً أو من الأمر الذي يتضمنه الإنذار وهو الحشر ، ويؤيد هذا ما يأتي بعد { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } العامل في إذا محذوف تقديره : أنُبعث إذا متنا { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } الرجع مصدر : رجعته والمراد به : البعث بعد الموت ، ومعنى بعيد أي : بعيد الوقوع عندهم ، وقيل : الرجع : الجواب ، أي جوابهم هذا بعيد عن الحق ، وعلى هذا يكون قوله : { ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } من كلام الله تعالى ، وأما على الأول فهو حكاية كلام الكفار وهو أظهر .