Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-21)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَاكِهِينَ } يحتمل أن يكون معناه أصحاب فاكهة ، فيكون نحو لابن وتامرٌ صاحب لبن وصاحب تمر أو يكون من الفكاهة بمعنى السرور { وَوَقَاهُمْ } معطوف على قوله : { فِي جَنَّاتٍ } أو على آتاهم ربهم ، أو تكون الواو للحال { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أي يقال لهم : كلوا { هَنِيئَاً } صفة لمصدر محذوف تقديره : كلوا أكلاً هنيئاً ، ويحتمل أن يكون وقع موقع فعل تقديره : هنأكم الأكل والشرب { بِحُورٍ عِينٍ } الحور : جمع حوراء وهي الشديدة بياض بياض العين وسواد سوادها ، والعين جمع عيناء وهي الكبيرة العينين مع جمالها ، وإما دخلت الباء في قوله { بِحُورٍ } لأنه تضمن قوله : { وَزَوَّجْنَاهُم } معنى قرناهم ، قاله الزمخشري وقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } معطوف على { بِحُورٍ عِينٍ } أي قرناهم بحور للتلذذ بهن ، وبالذين للأنس معهم . والأظهر أن الكلام تمّ في قوله { بِحُورٍ عِينٍ } ويكون { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مبتدأ خبره { أَلْحَقْنَا } عَذَابَ . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم } معنى الآية ما ورد في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته في الجنة ، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه " فذلك كرامة للأبناء بسبب الآباء ، قيل : إن ذلك في الأولاد الذين ماتوا صغاراً ، وقيل : على الاطلاق في الأبناء المؤمنين ، وبإيمان في موضع الحال من الذرية ، والمعنى أنهم اتبعوا آباءهم في الإيمان ، وقال الزمخشري : إن هذا المجرور يتعلق بألحقنا ، والمعنى عنده بسبب الإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ، والأول أظهر ، فإن قيل : لم قال بإيمان بالتنكير ؟ فالجواب : أن المعنى بشيء من الإيمان لم يكونوا به أهلاً لدرجة آبائهم ، ولكنهم لحقوا بهم كرامة للآباء ، فالمراد تقليل إيمان الذرية ولكنه رفع درجتهم ، فكيف إذا كان إيماناً عظيماً { وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ } أي ما أنقصناهم من ثواب أعمالهم بل وفينا لهم أجورهم ، وقيل المعنى : ألحقنا ذريتهم بهم ، وما نقصناهم شيئاً من ثواب أعمالهم بسبب ذلك ، بل فعلنا ذلك تفضلاً زيادة إلى ثواب أعمالهم ، والضمير على القولين يعود على الذين آمنوا ، وقيل : إنه يعود على الذرية { كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } أي مرتهن ، فإما أن تنجيه حسناته ، وإما أن تهلكه سيئاته .