Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 11-15)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } أي ما كذب فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم ما رآه بعينه ، بل صدق بقلبه أن الذي رآه بعينه حق ، والذي رأى هو جبريل ، يعني حين رآه بمقدار ملأ الأفق ، وقيل : رأى ملكوت السمٰوات والأرض ، والأول أرجح لقوله : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } وقيل : الذي رآه هو الله تعالى ، وقد أنكرت ذلك عائشة ، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل رأيت ربك ؟ فقال : نور أنَّى أراه ؟ { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } هذا خطاب لقريش ، والمعنى أتجادلونه على ما يرى ، وكانت قريش قد كذبت لما قال إنه رأى ما رأى { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } أي لقد رأى محمد جبريل عليهما الصلاة والسلام مرة أخرى وهو ليلة الإسراء ، وقيل : ضمير المفعول لله تعالى ، وأنكرت ذلك عائشة ، وقالت : " من زعم أن محمداً رأى ربه ليلة الإسراء فقد أعظم الفرية على الله تعالى " { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } هي شجرة في السماء السابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثمرتها كالقلال وورقها كآذان الفيلة " ، وسميت سدرة المنتهى ؛ لأن إليها ينتهي علم كل عالم ، ولا يعلم ما وراءها إلا الله تعالى . وقيل : سميت بذلك لأن ما نزل من أمر الله يلتقي عندها ، فلا يتجاوزها ملائكة العلو إلى أسفل ، ولا يتجاوزها ملائكة السفل إلى أعلى { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } يعني أن الجنة التي وعدها الله عباده هي سدة المنتهى ، وقيل : هي جنة أخرى تأوي إليها أرواح الشهداء ، والأول أظهر وأشهر .