Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 38-40)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } ذكر فيما تقدم ، وهذه الجملة تفسير لما في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام . { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } السعي هنا بمعنى العمل ، وظاهرها أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره ، وهي حجة لمالك في قوله : لا يصوم أحد عن وليه إذا مات وعليه صيام ، واتفق العلماء على أن الأعمال المالية كالصدقة والعتق يجوز أن يفعلها الإنسان عن غيره ، ويصل نفعها إلى من فعلت عنه ، واختلفوا في الأعمال كالصلاة والصيام وقيل : إن هذه الآية منسوخة بقوله : { أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } [ الطور : 21 ] والصحيح أنها مُحكمة لأنها خبر : والأخبار لا تنسخ . وفي تأويلها ثلاثة أقوال : الأول : أنها إخبار عما كان في شريعة غيرنا فلا يلزم في شريعتنا الثاني : أن للإنسان ما عمل بحق وله ما عمل له غيره بهبة العامل له ، فجاءت الآية في أثبات الحقيقة دون ما زاد عليها الثالث : أنها في الذنوب ، وقد اتفق أنه لا يحتمل أحد ذنب أحد ، ويدل على هذا قوله بعدها : { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } وكأنه يقول : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ولا يؤاخذ إلا بذنب نفسه : { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } قيل : معناه يراه الخلق يوم القيامة ، والأظهر أنه صاحبه لقوله : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 ] .