Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 27-31)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } هذا مبتدأ وخبره قصد به التعظيم فيوقف عليه ، ويبتدأ بما بعده ويحتمل أن يكون الخبر في { سِدْرٍ } ، ويكون { مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } اعتراضاً ، والأول أحسن ، وكذلك إعراب أصحاب الشمال { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } السدر شجر معروف ، قال ابن عطية هو الذي يقال له شجر أم غيلان النبق وهو كثير في بلاد المشرق وهي في بعض بلاد الأندلس دون بعض ، والمخضود الذي لا شوك له كأنه خضد شوكه ، وذلك أن سدر الدنيا له شوك ، فوصف سدر الجنة بضد ذلك وقيل : المخضود هو الموقََر الذي انثنت أغصانه من كثرة حمله ، فهو على هذا من خضد الغصن إذا ثناه { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } الطلح شجر عظيم كثير الشوك ، قاله ابن عطية وقال الزمخشري هو شجر الموز ، وحكى ابن عطية هذا عن علي بن أبي طالب وابن عباس وقرأ علي بن أبي طالب : وطلح منضود بالعين فقيل له إنما هو ، وطلح بالحاء فقال : ما للطلح والجنة فقيل له أنصلحها في المصحف فقال : المصحف فقال : المصحف اليوم لا يغيّر ، والمنضود الذي تنضد بالثمر من أعلاه إلى أسفله ، حتى لا يظهر له ساق { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } أي منبسط لا يزول لأنه لا تنسخه الشمس ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " إقرؤوا إن شئتم { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } . { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ } : أي مصبوب ، وذلك عبارة عن كثرته وقيل : المعنى أنه جار في غير أخاديد وقيل : المعنى أنه يجري من غير ساقية ولا دلو ولا تعب .