Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 64-67)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } المراد بالزراعة هنا إنبات ما يزرع وتمام خلقته ، لأن ذلك مما انفرد الله به ولا يدعيه غيره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقولنّ أحدكم زرعت ولكن يقول حرثت " والمراد بالحرث قلب الأرض وإلقاء الزريعة فيها وقد يقال لهذا زرع ومنه قوله : { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ } [ الفتح : 29 ] { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } الحطام اليابس المفتت وقيل : معناه تبن بلا قمح { فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } أي : تطرحون الفاكهة وهي المسرة ، يقال : رجل فكه إذا كان مسروراً منبسط النفس ويقال : تفكه إذا زالت عنه الفكاهة فصار حزيناً ، لأن صيغة تفاعل تأتي لزوال الشيء كقولهم : تحرج وتأثم إذا زال عنه الحرج والإثم . فالمعنى : صرتم تحزنون على الزرع لو جعله الله حطاماً . وقد عبر بعضهم عن تفكهون بأن معناه : تتفجعون وقيل : تندمون وقيل : تعجبون وهذه معان متقاربة والأصل ما ذكرنا { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } تقديره : تقولون ذلك لو جعل الله زرعكم حطاماً والمُغرم المعذب . لأن الغرام هو أشد العذاب ، ويحتمل أن يكون من الغُرم أي مثقلون بما غرمنا من النفقة على الزرع ، والمحروم الذي حرمه الله الخير .