Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 18-19)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ } بتشديد الصاد وأصله المتصدقين ، وكذلك قرأ أبيّ بن كعب وقرأ بالتخفيف من التصديق ، أي صدقوا الرسول عليه الصلاة والسلام ، { وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ } معطوف على المعنى ، كأنه قال إن الذين تصدقوا وأقرضوا ، وقد ذكرنا معنى أقرضوا في قوله : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ } [ الحديد : 11 ] { ٱلصِّدِّيقُونَ } مبالغة من الصدق أو من التصديق ، وكونه من الصدق أرجح ؛ لأن صيغة فِعِّيل لا تبنى إلا من فعل ثلاثي في الأكثر ، وقد حُكي بناؤها من رباعي كقولهم : رجل مِسِّيك من أمسك { وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ } يحتمل أن يكون الشهداء مبتدأ وخبره ما بعده ، أو يكون معطوفاً على الصديقين ، فإن كان مبتدأ ففي المعنى قولان : أحدهما أنه جمع شهيد في سبيل الله فأخبر أنهم عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والآخر أنه جمع شاهد ، ويراد به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، لأنهم يشهدون على قومهم ، وإن كان معطوفاً ففي المعنى قولان : أحدهما : أنه جمع شهيد فوصف الله المؤمنين بأنهم صديقون وشهداء : أي جمعوا الوصفين ، وروي في هذا المعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مؤمنوا أمتي شهداء وتلا هذه الآية ، والآخر أنه جمع شاهد ، لأن المؤمنين يشهدون على الناس كقوله : { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [ البقرة : 143 ] { لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } هذا خبر عن الشهداء خاصة إن كان مبتدأ ، أو خبر عن المؤمنين إن كان الشهداء معطوفاً ، ونورهم هو النور الذي يكون لهم يوم القيامة ، حسبما ذكره في هذه السورة ، وقيل : هو عبارة عن الهدى والإيمان .