Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 9-10)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ } يعني سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، والعبودية هنا للتشريف والاختصاص ، والآيات هنا القرآن : { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } الآية : معناه أي شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله ؟ والله يرث ما في السمٰوات والأرض إذا فني أهلها . ففي ذلك تحريض على الإنفاق وتزهيد في الدنيا { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ } الفتح هنا فتح مكة ، وقيل : صلح الحديبية ، والأول أظهر وأشهر ، ومعنى الآية التفاوت في الأجر والدرجات ؛ بين من أنفق في سبيل الله وقاتل قبل فتح مكة ، وبين من أنفق وقاتل بعد ذلك ، فإن الإسلام قبل الفتح كان ضعيفاً ، والحاجة إلى الانفاق والقتال كانت أشد ، ويؤخذ من الآية أن من أنفق في شدة أعظم أجراً ممن أنفق في حال الرخاء ، وفي الآية حذف دل عليه الكلام تقديره : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل مع من أنفق من بعد الفتح وقاتل . ثم حذف ذلك لدلالة قوله : { أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ } وفي هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه " ، يعني السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وخاطب بذلك من جاء بعدهم من سائر الصحابة ، ويدخل في الخطاب كل من يأتي إلى يوم القيامة { وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } أي كل واحدة من الطائفتين الذين أنفقوا وقاتلوا قبل الفتح وبعده ؛ وعدهم الله الجنة .