Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 11-11)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلْمَجَالِسِ فَٱفْسَحُواْ } اختلف في سبب نزول الآية فقيل : نزلت في مقاعد الحرب والقتال ، وقيل : نزلت بسبب ازدحام الناس ، في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصهم على القرب منه ، وقيل : أقام النبي صلى الله عليه وسلم قوماً ليُجلسَ أشياخاً من أهل بدر في مواضعهم ، فنزلت الآية . ثم اختلفوا هل هي مقصورة على مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أو هي عامة في جميع المجالس ؟ فقال قوم إنها مخصوصة ويدل على ذلك قراءة المجلس بالإفراد ، وذهب الجمهور إلى أنها عامة ويدل على ذلك قراءة المجالس بالجمع ، وهذا هو الأصح ويكون المجلس بالإفراد على هذا للجنس ، والتفسيح المأمور به هو التوسع دون القيام ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقم أحد من مجلسه ثم يجلس الرجل فيه ، ولكن تفسحوا وتوسعوا " وقد اختلف في هذا النهي عن القيام من المجلس لأحد هل هو على التحريم أو الكراهة { يَفْسَحِ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي يوسع لكم في جنته ورحمته { وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَانشُزُواْ } أي إذا قيل لكم : ارتفعوا وقوموا فافعلوا ذلك ، واختلف في هذا النشوز المأمور به فقيل : إذا دعوا إلى قتال أو صلاة أو فعل طاعةٍ ، وقيل : إذا أُمروا بالقيام من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان يحب الانفراد أحياناً ، وربما جلس قوم حتى يؤمروا بالقيام ، وقيل : المراد القيام في المجلس للتوسع . { يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فيها قولان أحدهما : يرفع الله المؤمنين العلماء درجات فقوله : { وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } صفة للذين آمنوا كقوله : جاءني العاقل الكريم ، وأنت تريد رجلاًَ واحداً ، والثاني : يرفع الله المؤمنين والعلماء الصنفين جميعاً درجات ، فالدرجات على الأول للمؤمنين بشرط أن يكونوا علماء ، وعلى الثاني للمؤمنين الذين ليسوا علماء ، وللعلماء أيضاً ولكن بين درجات العلماء وغيرهم تفاوت يوجد في موضع آخر كقوله صلى الله عليه وسلم " فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم رجلاً " وقوله عليه السلام : " يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء " فإذا كان لهم فضل على العابدين والشهداء ، فما ظنك بفضلهم على سائر المؤمنين .