Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 2-2)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُمْ مِّن نِّسَآئِهِمْ } قرئ يظاهرون بألف بعد الظاء وبحذفها وبالتشديد والتخفيف والمعنى واحد وهو إيقاع الظهار ، والظهار المجمع عليه هو أن يقول الرجل لامرأته : أنت علي كظهر أمي ، ويجري مجرى ذلك عند مالك تشبيه الزوجة بكل امرأة محرّمة على التأبيد ، كالبنت والأخت وسائر المحرمات بالنسب ، والمحرمات بالرضاع والمصاهرة ، سواء ذكر لفظ الظهر أو لم يذكره كقوله : أنت علي كأمي أو كبطن أمي أو يدها أو رجلها خلافاً للشافعي فإن ذلك كله عنده ليس بظهار . لأنه وقف عند لفظ الآية وقاس مالك عليها لأنه رأى أن المقصد تشبيه حلال بحرام { مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ } رد الله بهذا على من كان يوقع الظهار ويعتقده حقيقة ، وأخبر تعالى : أن تصير الزوجة إمّا باطل ، فإن الأم في الحقيقة إنما هي الوالدة { وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ ٱلْقَوْلِ وَزُوراً } أخبر تعالى أن الظهار منكر وزور ، فالمنكر هو الذي لا تعرف له حقيقة ، والزور هو الكذب . وإنما جعله كذباً لأن المظاهر يصيِّر امرأته كأمه . وهي لا تصير كذلك أبداً . والظهار محرم ويدل على تحريمه أربعة أشياء ؛ أحدها قوله تعالى : ما هن أمهاتهم فإن ذلك تكذيب للمظاهر . والثاني أنه سماه منكراً . والثالث أنه سماه زوراً . والرابع قوله : وإن الله لعفو غفور ، فإن العفو والمغفرة لا تقع إلا عن ذنب وهو مع ذلك لازم للمظاهر حتى يرفعه بالكفارة .