Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 8-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ } نزل في قوم من اليهود كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون على المؤمنين فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فعادوا ، وقيل : نزلت في المنافقين ، والأول أرجح لقوله : { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } لأن هذا من فعل اليهود والأحسن أن المراد اليهود والمنافقين معاً لقوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } [ المجادلة : 14 ] فنزلت الآية في الطائفتين { وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } " كانت اليهود يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : السام عليك يا محمد بدلاً من السلام عليكم . والسام : الموت . وهو ما أرادوه بقولهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم : وعليكم . فسمعتهم عائشة يوماً فقالت : بل عليكم السام واللعنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة إن الله يكره الفحش والتفحش فقالت : أما سمعت ما قالوا ؟ قال : أما سمعت ما قلت لهم إني قلت : وعليكم " ويريد بقوله { لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ } قوله تعالى : { قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ } [ النمل : 59 ] { وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ } كانوا يقولون : لو كان نبياً لعذبنا الله بإذايته فقال الله : { حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ } أي يكفيهم ذلك عذاباً .