Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 2-2)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني بني النضير { لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } في معناه أربعة أقوال : أحدها أنه حشر القيامة أي خروجهم من حصونهم أول الحشر والقيام من القبور آخره ، وروي في هذا المعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : امضوا هذا أول الحشر ، وأنا على الأثر . الثاني : أن المعنى لأول موضع الحشر هو الشام ، وذلك أن أكثر بني النضير خرجوا إلى الشام ، وقد جاء في الأثر أن حشر القيامة إلى أرض الشام ، وروي في هذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني النضير : اخرجوا . قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى أرض المحشر الثالث أن المراد الحشر في الدنيا الذي هو الجلاء والإخراج ، فأخرجهم من حصونهم أول الحشر ، وإخراج أهل خيبر آخره . الرابع أن معناه إخراجهم من ديارهم لأول ما حشر لقتالهم ؛ لأنه أول قتال قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وقال الزمخشري : اللام في قوله لأول بمعنى عند كقولك جئت لوقت كذا { مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ } يعني لكثرة عدتهم ومنعة حصونهم { فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ } عبارة عن أخذ الله لهم { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } أما إخراب المؤمنين فهو هدم أسوار الحصون ليدخلوها ، وأسند ذلك إلى الكفار في قوله : { يُخْرِبُونَ } لأنه كان بسبب كفرهم وغدرهم ، وأما إخراب الكفار لبيوتهم فلثلاثة مقاصد : أحدها حاجتهم إلى الخشب والحجارة ليسدوا بها أفواه الأزقة ويحصنوا ما خرَّبه المسلمون من الأسوار ، والثاني ليحملوا معهم ما أعجبهم من الخشب والسواري وغير ذلك . الثالث أن لا تبقى مساكنهم مبنية للمسلمين فهدموها شحاً عليها { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } استدل الذين أثبتوا القياس في الفقه بهذه الآية ، واستدلالهم بها ضعيف خارج عن معناها .