Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 12-12)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل لِّمَن مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُل للَّهِ } القصد بالآية إقامة البرهان على صحة التوحيد وإبطال الشرك ، وجاء ذلك بصفة الاستفهام لإقامة الحجة على الكفار فسأل أولاً ، لمن ما في السمٰوات والأرض ؟ ثم أجاب عن السؤال بقوله قل لله ، لأن الكفار يوافقون على ذلك بالضرورة ، فيثبت بذلك أن الإله الحق هو الله الذي له ما في السمٰوات وما في الأرض ، وإنما يحسن أن يكون السائل مجيباً عن سؤاله ، إذا علم أن خصمه لا يخالفه في الجواب الذي به يقيم الحجة عليه { كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } أي قضاها ، وتفسير ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السمٰوات والأرض ، وفيه " إن رحمتي سبقت غضبي " ، وفي رواية : تغلب غضبي { لَيَجْمَعَنَّكُمْ } مقطوع مما قبله ، وهو جواب لقسم محذوف ، وقيل : هو تفسير الرحمة المذكورة تقديره : أن يجمعكم ، وهذا ضعيف لدخول النون الثقيلة في غير موضعها ، فإنها لا تدخل إلا في القسم أو غير الواجب { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ } قيل : هنا إلى بمعنى في وهو ضعيف ، والصحيح أنها للغاية على بابها { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } الذين مبتدأ وخبره لا يؤمنون ؛ ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط قاله الزجاج وهو حسن ، وقال الزمخشري الذين نصب على الذم أو رفع بخبر ابتداء مضمر ، وقيل : هو بدل من الضمير في ليجمعنكم وهو ضعيف ، وقيل : منادى وهو باطل .