Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 145-146)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل لاَّ أَجِدُ } الآية تقتضي حصر المحرمات فيما ذكر ، وقد جاء في السنة تحريم أشياء لم تذكر هنا كلحوم الحمر الأهلية فذهب قوم إلى أن السنة نسخت هذا الحصر ، وذهب آخرون إلى أن الآية وردت على سبب فلا تقتضي الحصر ، وذهب آخرون إلى أن ما عدا ما ذكر إنما نهى عنه على وجه الكراهة ، لا على وجه التحريم { أَوْ فِسْقاً } معطوف على المنصوبات قبله ، وهو ما أُهِلَّ به لغير الله سماه فسقاً لتوغله في الفسق ، وقد تقدم الكلام على هذه المحرمات في [ البقرة : 173 ] { كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } هو ما له أصبع من دابة وطائر قاله الزمخشري وقال ابن عطية : يراد به الإبل والأوز والنعام ونحوه ؛ من الحيوان الذي هو غير منفرج الأصابع ، أو له ظفر وقال الماوردي مثله ، وحكى النقاش عن ثعلب : أن كل ما لا يصيد فهو ذو ظفر ، وما يصيد فهو ذو مخلب ، وهذا غير مطرد ، لأن الأسد ذو ظفر { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } يعني ما في الظهور والجُنوب من الشحم { أَوِ ٱلْحَوَايَآ } هي المباعر ، وقيل : المصارين والحشوة ونحوهما مما يتحوّى في البطن ، وواحد حوايا حوية على وزن فعيلة فوزن حوايا على هذا فعائل كصحيفة وصحائف ، وقيل : واحدها حاوية على وزن فاعله فحوايا على هذا فواعل : كضاربة وضوارب ، وهو معطوف على ما في قوله : إلا ما حملت ظهورهما ، فهو من المستثنى من التحريم ، وقيل : عطف على الظهور ، فالمعنى إلا ما حملت الظهور ، أو حملت الحوايا ، وقيل : عطف على الشحوم ، فهو من المحرم { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } يريد ما في جميع الجسد { وِإِنَّا لَصَٰدِقُونَ } أي فيما أخبرنا به من التحريم ، وفي ذلك تعريض بكذب من حرم ما لم يحرم الله .