Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 148-150)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا } الآية : معناها أنهم يقولون : إن شركهم وتحريمهم لما حرموا كان بمشيئة الله ولو شاء الله أن لا يفعلوا ذلك ما فعلوه ، فاحتجوا على ذلك بإرادة الله له ، وتلك نزغة جبرية ، ولا حجة لهم في ذلك ، لأنهم مكلفون مأمورون ألا يشركوا بالله ، ولا يحللوا ما حرم الله ولا يحرموا ما حلل الله ، والإرادة خلاف التكليف ، ويحتمل عندي أن يكون قولهم : { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ } قولاً يقولونه في الآخرة ؛ على وجه التمني أن ذلك لم يكن ، كقولك إذا ندمت على شيء : لو شاء الله ما كان هذا . أي يتمنى أن ذلك لم يكن ، ويؤيد هذا أنه حكى قولهم بأداة الاستقبال ، وهي السين ، فذلك دليل على أنهم يقولونه في المستقبل وهي الآخرة { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ } توقيف لهم وتعجيز { قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَٰلِغَةُ } لما أبطل حجتهم أثبت حجة الله ليظهر الحق ويبطل الباطل { هَلُمَّ } قيل : هي بمعنى هات فهي متعدية ، وقيل : بمعنى أقبل فهي غير متعدية ، وهي عند بعض العرب فعل يتصل به ضمير الاثنين والجماعة والمؤنث ، وعند بعضهم : اسم فعل فيخاطب بها الواحد والاثنان والجماعة والمؤنث على حد سواء ، ومقصود الآية تعجيزهم عن إقامة الشهداء { فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ } أي إن كذبوا في شهادتهم وزوروا فلا تشهد بمثل شهادتهم …