Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-2)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال كعب : أول الأنعام هو أول التوراة { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ } جعل هنا بمعنى خلق ، والظلمات : الليل ، والنور النهار ، والضوء الذي في الشمس والقمر وغيرهما ، وإنما أفرد النور لأنه أراد الجنس ، وفي الآية رد على المجوس في عبادتهم للنار وغيرها من الأنوار ، وقولهم : إن الخير من النور والشر من الظلمة ؛ فإن المخلوق لا يكون إلهاً ولا فاعلاً لشيء من الحوادث { ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } أي يسوون ويمثلون من قولك : عدلت فلاناً بفلان ، إذا جعلته نظيره وقرينه . ودخلت ثم لتدل على استبعاد أن يعدلوا بربهم بعد وضوح آياته في خلق السمٰوات والأرض ، والظلمات والنور وكذلك قوله : { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } استبعاد لأن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه أحياهم وأماتهم ، وفي ضمن ذلك تعجيب من فعلهم و توبيخ لهم { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } هنا عام في كل مشرك . وقد يختص بالمجوس بدليل الظلمات والنور ، وبعبدة الأصنام ، لأنهم المجاورون للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعليهم يقع الردّ في أكثر القرآن { خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } أي خلق أباكم آدم من طين { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ } الأجل الأول الموت ، والثاني يوم القيامة وجعله عنده : لأنه استأثر بعلمه ، وقيل : الأوّل النوم ، والثاني : الموت ، ودخلت ثم هنا لترتيب الأخبار ، لا لترتيب الوقوع ، لأن القضاء متقدم على الخلق .