Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 53-54)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } أي ابتلينا الكفار بالمؤمنين ، وذلك أن الكفار كانوا يقولون أهؤلاء العبيد والفقراء منَّ الله عليهم بالتوفيق للحق والسعادة دوننا ، ونحن أشراف أغنياء ، وكان هذا الكلام منهم على وجه الاستبعاد بذلك { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ } ردّ على الكفار في قولهم المتقدّم { وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلٰمٌ عَلَيْكُمْ } هم الذين نُهيَ النبي صلى الله عليه وسلم عن طردهم بل أمر بأن يسلم عليهم إكراماً لهم وأن يؤنسهم بما بعد هذا { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ } أي : حتّمها وفي الصحيح : إن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي { أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا } الآية ، وعد بالمغفرة والرحمة لمن تاب وأصلح ، وهو خطاب للقوم المذكورين قبل ، وحكمها عام فيهم وفي غيرهم والجهالة قد ذكرت في [ النساء : 16 ] وقيل : نزلت بسبب أن عمر بن الخطاب أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرد الضعفاء عسى أن يسلم الكفار ، فلما نزلت لا تطرد ندم عمر على قوله وتاب منه فنزلت الآية ، وقرئ أنه بالفتح على البدل من الرحمة وبالكسر على الاستئناف وكذلك فإنه غفور رحيم بالكسر على الاستئناف وبالفتح خبر ابتداء مضمر تقديره فأمره أنه غفور رحيم ، وقيل : تكرار للأولى لطول الكلام .