Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 68-69)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ } الذين يتقون هم المؤمنون والضمير في حسابهم للكفار والمستهزئين ، والمعنى ليس على المؤمنين شيء من حساب الكفار على استهزائهم وإضلالهم ، وقيل : إن ذلك يقتضي إباحة جلوس المؤمنين مع الكافرين ، لأنهم شق عليهم النهي عن ذلك ؛ إذا كانوا لا بد لهم من مخالطتهم في طلب المعاش ، وفي الطواف بالبيت وغير ذلك ، ثم نسخت بآية النساء ، وهي { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَٰتِ ٱللَّهِ } [ النساء : 140 ] الآية ، وقيل : إنها لا تقتضي إباحة العقود { وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } فيه وجهان أحدهما أن المعنى ليس على المؤمنين حساب الكفار ، ولكن عليهم تذكيراً لهم ، ووعظ ، وإعراب ذكرى على هذا نصب على المصدر وتقديره يذكرونهم ذكرى ، أو رفع على المبتدأ تقديره عليهم ذكرى ، والضمير في لعلهم عائد على الكفار : أي يذكرونهم رجاء أن يتقوا أو عائد على المؤمنين أي يذكرونهم ليكون تذكيرهم ووعظهم تقوى الله . الوجه الثاني : أن المعنى ليس نهي المؤمنين عن القعود مع الكافرين بسبب أن عليهم من حسابهم شيء ، وإنما هو ذكرى للمؤمنين ، وإعراب ذكرى على هذا خبر ابتداء مضمر تقديره : ولكن نهيهم ذكرى أو مفعول من أجله تقديره : إنما نهوا ذكرى ، والضمير في لعلهم على هذا للمؤمنين لا غير .