Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 2-4)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } في سببها ثلاثة أقوال : أحدها قول ابن عباس : أن جماعة قالوا : وددنا أن نعرف أحب الأعمال إلى الله فنعمله ، ففرض الله الجهاد فكرهه قوم فنزلت الآية والآخر أن قوماً من شبان المسلمين كانوا يتحدثون عن أنفسهم في الغزو بما لم يفعلوا ، ويقولون فعلنا وصنعنا وذلك كذب ، فنزلت الآية زجراً لهم . والثالث أنها نزلت في المنافقين ، لأنهم كانوا يقولون للمؤمنين : نحن معكم ومنكم ثم يظهر من أفعالهم خلاف ذلك وهذا ضعيف ، لأنه خاطبهم بقوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } إلا أن يريد أنهم آمنوا بزعمهم ، وفيما يُظهِرون . ومع ذلك فحكم الآية على العموم في زجر من يقول ما لا يفعل { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } كان بعض السلف يستحي أن يعظ الناس لأجل هذه الآية ويقول : أخاف من مقت الله ، والمقت هو البغض لريبة أو نحوها ، وانتصب مقتاً على التمييز وأن تقولوا فاعل ، وقيل : فاعل كبر محذوف تقديره : كبر فعلكم مقتاً وأن تقولوا بدل من الفاعل المحذوف أو خبر ابتداء مضمر { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً } ورود هذه الآية هنا دليل على أن الآية التي قبلها في شأن القتال ، وقال بعض الناس : قتال الرجالة أفضل من قتال الفرسان ، لأن التراص فيه يتمكن أكثر مما يتمكن للفرسان . قاله ابن عطية وهذا ضعيف ، خفي على قائله مقصد الآية ، وليس المراد نفس التراص ، وإنما المراد الثبوت والجد في القتال { كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } المرصوص هو الذي يُضم بعضُه إلى بعض . وقيل : هو المعقود بالرصاص ولا يبعد أن يكون هذا أصل اللفظ .