Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْحَاقَّةُ } هي القيامة ووزنها فاعلة وسميت الحاقة لأنها تحق ، أي يصح وجودها ، ولا ريب في وقوعها ولأنها حقت لكل أحد جزاء عمله ، أو لأنها تبدئ حقائق الأمور { مَا ٱلْحَآقَّةُ } ما استفهامية يراد بها التعظيم ، وهي مبتدأ وخبرها ما بعده والجملة خبر الحاقة ، وكان الأصل الحاقة ما هي ، ثم وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في التعظيم والتهويل ، وكذلك ، { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } لفظه استفهام والمراد به التعظيم والتهويل { بِٱلْقَارِعَةِ } هي القيامة سميت بذلك ؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها { بِٱلطَّاغِيَةِ } يعني الصيحة التي أخذت ثمود ، وسميت بذلك لأنها جاوزت الحدّ في الشدة ، وقيل : الطاغية مصدر فكأنه قال : أهلكوا بطغيانهم ، فهو كقوله : كذبت ثمود بطغواها ، وقيل : هي صفة لمحذوف تقديره أهلكوا بسبب الفعلة الطاغية ، أو الفئة الطاغية والباء ، على هذين القولين سببية ، وعلى القول الأول كقولك : قتلت زيداً بالسيف { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } ذكر في [ فصلت : 16 ] ، وعاتية أي شديدة . وسميت بذلك لأنها عتت على عاد ، وقيل : عتت على خزانها ، فخرجت بغير إذنهم { سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ } رُوي أنها بدت صبيحة يوم الأربعاء لثمان بقين من شوال ، وتمادت بهم إلى آخر يوم الأربعاء تكملة الشهر { حُسُوماً } قال ابن عباس : معناه كاملة متتابعة لم يتخللها غير ذلك ، وقيل : معناه شؤماً ، وقيل : هو جمع حاسم من الحسم . وهو القطع أي قطعتهم بالإهلاك ، فحسوماً على القول الأول والثاني مصدر في موضع الحال ، وعلى الثالث حال أو مفعول من أجله { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ } جمع صريع وهو المطروح ، والضمير المجرور يعود على منازلهم ، لأن المعنى يقتضيها وإن لم يتقدم ذكرها ، أو على الأيام والليالي ، أو على الريح { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } تقدم في القمر معنى تشبيههم بأعجاز النخل ، والخاوية هي التي خلت من طول بلائها وفسادها { مِّن بَاقِيَةٍ } أي من بقية ، وقيل : من فئة باقية وقيل : إنه مصدر بمعنى البقاء .