Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 44-51)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } التقوّل هو أن ينسب إلى أحد ما لم يقل ، ومعنى الآية : لو تقوّل علينا محمد لعاقبناه ، ففي ذلك برهان على أن القرآن من عند الله { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } قال ابن عباس : هنا القوة ومعناه : لو تقوّل علينا لأخذناه بقوتنا وقيل : هي عبارة عن الهوان كما يقال لمن يسجن : أخذ بيده وبيمينه ، قال الزمخشري : معناه لو تقوّل علينا لقتلناه ، ثم صور صورة القتل ليكون أهول ، وعبر عن ذلك بقوله : لأخذنا منه باليمين ، لأن السيَّاف إذا أراد أن يضرب المقتول في جسده أخذ بيده اليمنى ليكون ذلك أشد عليه لنظره إلى السيف { ٱلْوَتِينَ } نياط القلب ، وهو عرق إذا قطع مات صاحبه ، فالمعنى لقتلناه { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } الحاجز المانع ، والمعنى : لو عاقبنا لم يمنعه أحد منكم ولم يدفع عنه وإنما جمع ( حاجزين ) ، لأن ( أحد ) في معنى الجماعة { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } الضمير للقرآن ، وقيل : لمحمد صلى الله عليه وسلم ، والأول أظهر { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي حسرة عليهم في الآخرة ، لأنهم يتأسفون إذا رأوا ثواب المؤمنين { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } قال الكوفيون هذا من إضافة الشيء إلى نفسه ، كقولك : مسجد الجامع ، وقال الزمخشري : المعنى : عين اليقين ومحض اليقين ، وقال ابن عطية : ذهب الحذاق إلى أن الحق مضاف إلى الأبلغ من وجوهه .