Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-177)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِيۤ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا } قال ابن مسعود : هو رجل من بني إسرائيل بعثه موسى عليه السلام إلى ملك مَدْين داعياً إلى الله ، فرشاه الملك وأعطاه الملك على أن يترك دين موسى ويتابع الملك على دينه ففعل ، وأضل الناس بذلك وقال ابن عباس هو رجل من الكنعانيين اسمه بلعم بن باعوراء كان عنده اسم الله الأعظم ، فلما أراد موسى قتال الكنعانيين وهم الجبارون : سألوا من بلعم أن يدعو باسم الله الأعظم على موسى وعسكره فأبى ، فألحوا عليه حتى دعا عليه ألا يدخل المدينة ودعا عليه موسى فالآيات التي أعطيها على هذا القول : هي اسم الله الأعظم وعلى قول ابن مسعود هي ما علمه موسى من الشريعة ، وقيل : كان عنده من صحف إبراهيم ، وقال عبد الله بن عمرو بن العاصي : هو أمية بن أبي الصلت ، وكان قد أوتي علماً وحكمه وأراد أن يسلم قبل غزوة بدر ، ثم رجع عن ذلك ومات كافراً ، وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم ، فالآية على هذا ما كان عنده من العلم ، والانسلاخ عبارة عن البعد والانفصال منها كالانسلاخ من الثياب والجلد { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَٰهُ بِهَا } أي رفعنا منزلته بالآيات التي كانت عنده { وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى ٱلأَرْضِ } عبارة عن فعله لما سقطت به منزلته عند الله { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ } أي صفته كصفة الكلب ، وذلك غاية في الخسة والرداءة { إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } اللهث هو تنفس بسرعة وتحريك أعضاء الفم وخروج اللسان ، وأكثر ما يعتري ذلك الحيوانات مع الحر والتعب ، وهي حالة دائمة للكلب ، ومعنى إن تحمل عليه إن تفعل معه ما يشق عليه من طرد أو غيره أو تتركه دون أن تحمل عليه ، فهو يلهث على كل حال ، ووجه تشبيه ذلك الرجل به أنه إن وعظته فهو ضال وإن لم تعظه فهو ضال ، فضلالته على كل حال كما لهث الكلب على كل حال . وقيل : إن ذلك الرجل خرج لسانه على صدره فصار مثل الكلب في صورته ولهثه حقيقة { ذَّلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } أي صفة المكذبين كصفة الكلب في لهثه ، وكصفة الرجل المشبه به ؛ لأنهم إن أنذروا لم يهتدوا ، وإن تركوا لم يهتدوا ، وشبههم بالرجل في أنهم رأوا الآيات والمعجزات فلم تنفعهم ، كما أن الرجل لم ينفعه ما كان عنده من الآيات { سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَأَنفُسَهُمْ } الآية : قدم هذا المفعول للاختصاص والحصر .