Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 187-188)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ } السائلون اليهود أو قريش ، وسميت القيامة ساعة لسرعة حسابها كقوله : وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب { أَيَّانَ مُرْسَاهَا } معنى أيان : متى ، ومرساها : وقوعها وحدوثها ، وهي من الإرساء بمعنى الثبوت { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ } أي استأثر الله بعلم وقوعها ولم يطلع عليه أحد { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } معنى يجليها يظهرها ، فهو من الجلاء ضدّ الخفاء ، واللام في لوقتها ظرفية : أي عند وقتها ، والمعنى لا يظهر الساعة عند مجيء وقتها إلا الله { ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } في معناه ثلاثة أقوال : الأول : ثقلت على أهل السمٰوات والأرض لهيبتها عندهم وخوفهم منها ، والثاني : ثقلت على أهل السمٰوات والأرض أنفسها لتفطر السماء فيها وتبديل الأرض ، والثالث : معنى ثقلت : أي ثقل علمها أي خفي { يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا } الحفيّ بالشيء هو المهتم به المعتني به ، والمعنى : يسألونك عنها كأنك حفيّ بعلمها وقيل : المعنى يسألونك عنها كأنك حفيِّ بهم لقرابتك منهم ، فعنها على هذين القولين يتعلق بيسألونك ، وقيل المعنى يسألونك كأنك حفي بالسؤال عنها { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ } براءة من علم الغيب ، واستدلال على عدم علمه { وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ } عطف على لاستكثرت من الخير أي لو علمت الغيب لاستكثرت من الخير ، واحترست من السوء ولكن لا أعلمه فيصيبني ما قدر لي من الخير والشر ، وقيل : إن قوله وما مسني السوء : استئناف إخبار ، والسوء على هذا هو الجنون واتصاله بما قبله أحسن { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يجوز أن يتعلق ببشير ونذير معاً أي أبشر المؤمنين وأنذرهم ، وخص بهم البشارة والنذارة ، لأنهم هم الذين ينتفعون بها ، ويجوز أن يتعلق بالبشارة وحدها ، ويكون المتعلق بنذير محذوف أي نذير للكافرين ، والأول أحسن .