Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 193-196)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } يعني : أن الأصنام لا تجيب إذا دعيت إلى أن تهدى أو إلى أن تهدي ، لأنها جمادات { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } تأكيد وبيان لما قبلها ، فإن قيل : لم قال : أم أنتم صامتون فوضع الجملة الاسمية موضع الجملة الفعلية وهلا قال أو صمتم ؟ فالجواب إن صمتم عن دعاء الأصنام كانت حالة مستمرة ، فعبر هنا بجملة إسمية لتقتضي الاستمرار على ذلك { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } رد على المشركين بأن آلهتهم عباد ؛ فكيف يعبد العبد مع ربه { فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ } أمر على جهة التعجيز { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ } [ الشورى : 21 ] وما بعده : معناه أن الأصنام جمادات عادمة للحس والجوارح والحياة والقدرة ، ومن كان كذلك : لا يكون إلهاً ، فإن من وصف الإله الإدراك والحياة والقدرة ؛ وإنما جاء هذا البرهان بلفظ الاستفهام ، لأن المشركين مقرون أن أصنامهم لا تمشي ولا تبطش ، ولا تبصر ، ولا تسمع ، . فلزمته الحجة ، والهمزة في قوله " ألهم " للاستفهام مع التوبيخ ، وأم في المواضع الثلاثة تضمنت معنى الهمزة ، ومعنى بل وليست عاطفة { قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } المعنى : استنجدوا أصنامكم لمضرتي والكيد عليّ ، ولا تؤخروني ، فإنكم وأصنامكم لا تقدرون على مضرتي ، ومقصد الآية الرد عليهم ببيان عجز أصنامهم وعدم قدرتها على المضرة ، وفيها إشارة إلى التوكل على الله والاعتصام به وحده ، وأن غيره لا يقدر على شيء ثم أفصح بذلك في قوله : { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ } الآية : أي هو حافظي وناصري منكم فلا تضرونني ، ولو حرصتم أنتم وآلهتكم على مضرتي ، ثم وصف الله بأنه الذي نزل الكتاب ، وبأنه يتولى الصالحين ، وفي هذين الوصفين استدلال على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بإنزال الكتاب عليه ، وبأن الله تولى حفظه ، ومن تولى حفظه فهو من الصالحين ، والصالح لا بد أن يكون صادقاً في قوله ولا سيما فيما يقوله عن الله .