Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 21-27)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَاسَمَهُمَآ } أي حلف لهما : إنه لمن الناصحين وذكر قسم إبليس بصيغة المفاعلة التي تكون بين الاثنين لأنه اجتهد فيه ، أو لأنه أقسم لهما : وأقسما له أن يقبلا نصيحته { فَدَلَّٰهُمَا } أي أنزلهما إلى الأكل من الشجرة { بِغُرُورٍ } أي غرّهما بحلفه لهما لأنهما ظنا أنه لا يحلف كاذباً { بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا } أي زال عنهما اللباس ، وظهرت عوراتهما ، وكان لا يريانها من أنفسهما ، ولا أحدهما من الآخر ، وقيل : كان لباسهما نور يحول بينهما وبين النظر { يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } أي يصلان بعضه ببعض ليستترا به { وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ } يحتمل أن يكون هذا النداء بواسطة ملك ، أو بغير واسطة { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } اعتراف وطلب للمغفرة والرحمة ، وتلك هي الكلمات التي تاب الله عليه بها { ٱهْبِطُواْ } وما بعده مذكور في البقرة { فِيهَا تَحْيَوْنَ } أي في الأرض { لِبَاساً } أي الثياب التي تستر ، ومعنى أنزلنا خلقنا ، وقيل : المراد أنزلنا ما يكون عنه اللباس وهو المطر ، واستدل بعض الفقهاء بهذه الآية على وجوب ستر العورة { وَرِيشاً } أي لباس الزينة وهو مستعار من ريش الطائر { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ } لباساً كقولهم : ألبسك الله قميص تقواه ، وقيل : لباس التقوى ما يتقي به في الحرب من الدروع وشبهها ، وقرئ بالرفع على الابتداء أو خبره الجملة ، وهي : ذلك خير { ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } الإشارة إلى ما أنزل من اللباس ، وهذه الآية واردة على وجه الاستطراد عقيب ما ذكر من ظهور السوآت وخصف الورق عليها ليبين إنعامه على ما خلق من اللباس و { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا } أي كان سبباً في نزع لباسهما عنهما { مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } يعني في غالب الأمر ، وقد استدل به من قال : إن الجن لا يُرَوْن وقد جاءت في رؤيتهم أحاديث صحيحة ، فتحمل الآية على الأكثر ؛ جمعا بينها وبين الأحاديث .