Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 63-72)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَ عَجِبْتُمْ } الهمزة للإنكار ، والواو للعطف ، والمعطوف عليه محذوف ، كأنه قال : أكذبتم وعجبتم من أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم : أي على لسان رجل منكم { فِي ٱلْفُلْكِ } متعلق بمعه والتقدير : استقروا معه في الفلك ، ويحتمل أن يتعلق بأنجيناه { عَمِينَ } جمع أعمى وهو من عمى القلب { أَخَاهُمْ } أي واحد من قبيلتهم ، وهو عطف على نوحاً ، وهوداً بدل منه أو عطف بيان ، وكذلك أخاهم صالحاً وما بعده ، وما هو مثله حيث وقع { ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قيَّد هنا بالكفر لأن في الملأ من قوم هود من آمن وهو مرثد بن سعيد ، بخلاف قوم نوح ، فإنهم لم يكن فيهم مؤمن ، فأطلق لفظ الملأ { أَمِينٌ } يحتمل أن يريد أمانته على الوحي أو أنهم قد كانوا عرفوه بالأمانة والصدق { خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } أي خلفتموهم في الأرض أو جعلكم ملوكاً { وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً } كانوا عظام الأجسام فكان أقصرهم ستون ذراعاً ، وأطولهم مائة ذراع { آلآءَ ٱللَّهِ } نعمة حيث وقع { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ ٱللَّهَ وَحْدَهُ } استبعدوا توحيد الله مع اعترافهم بربوبيته ، ولذلك قال لهم هود : { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ } أي حَقَّ عليكم ووجب عذاب من ربكم وغضب { أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيۤ أَسْمَآءٍ سَمَّيْتُمُوهَآ } يعني الأصنام : أي تجادلونني في عبادة مسميات أسماء ، ففي الكلام حذف ، وأراد بقوله : سميتموها أنتم وآباؤكم جعلتم لها أسماء ، فدل ذلك على أنها محدثة ، فلا يصح أن تكون آلهة ، أو سميتموها آلهة من غير دليل على أنها آلهة ، فقولكم باطل ؛ فالجدال على القول الأول في عبادتها ، وعلى القول الثاني في تسميتها آلهة ، والمراد بالأسماء على القول الأول : المسمى ، وعلى القول الثاني : التسمية { دَابِرَ } ذكر في [ الأنعام : 45 ] .