Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } من قرأ سأل بالهمز احتمل معنيين ؛ أحدهما : أن يكون بمعنى الدعاء ، أي دعا داع بعذاب واقع ، وقد تكون الإشارة إلى قول الكفار : ( أمطر علينا حجارة من السماء ) ، وكان الذي قالها النضر بن الحارث ، والآخر أن يكون بمعنى الاستخبار ، أي سأل سائل عن عذاب واقع ، والباء على هذا بمعنى عن ، وتكون الإشارة إلى قوله : { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } [ يونس : 48 ] وغير ذلك ، وأما من قرأ سال بغير همز فيحتمل وجهين ؛ أحدهما : أن يكون مخففاً من المهموز ، فيكون فيه المعنيان المذكوران ، والثاني أن يكون من سال السيل إذا جرى ، ويؤيد ذلك قراءة ابن عباس : سال سيل ، وتكون الباء على هذا كقولك ذهبت بزيد ، وإذا كان من السيل احتمل وجهين : أحدهما أن يكون شبَّه العذاب في شدته وسرعة وقوعه بالسيل ، وثانيهما : أن تكون حقيقة ، قال زيد بن ثابت : في جهنم واد يقال له سائل ، فتلخص من هذا أن في القراءة بالهمز يحتمل معنيين وفي القراءة بغير همز أربعة معان { لِّلْكَافِرِينَ } يحتمل أن يتعلق بواقع وتكون اللام بمعنى على ، أو تكون صفة للعذاب ، أو يتعلق بسأل إذا كانت بمعنى دعا ، أي دعا للكافرين بعذاب ، أو تكون مستأنفاً كأنه قال : هو للكافرين { مِّنَ ٱللَّهِ } يحتمل أن يتعلق بواقع أي واقع من عند الله ، أو بدافع أي ليس له دافع من عند الله ، أو يكون صفة للعذاب أو مستأنفاً { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } جمع معرج وهو المصعد إلى علو كالسلم ، والمدارج التي يُرتقى بها ، قال ابن عطية : هي هنا مستعارة في الفضائل والصفات الحميدة ، وقيل : هي المراقي إلى السماء ، وهذا أظهر لأنه فسرها بما بعدها من عروج الملائكة .