Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 13-16)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } فيه أربع تأويلات : أحدها أن الوقار بمعنى التوقير والكرامة ، فالمعنى : مالكم لا ترجون أن يوقركم الله في دار ثوابه . قال ذلك الزمخشري . وقوله : ( لله ) على هذا بيان للموقر ، ولو تأخر لكان صفة لوقاراً . الثاني أن الوقار بمعنى التؤدة والتثبت ، والمعنى : مالكم لا ترجون لله وقاراً ، متثبتين حتى تتمكنوا من النظر بوقاركم وقوله : ( لله ) على هذا مفعول دخلت عليه اللام اللام كقولك : ضربت لزيد ، وإعراب وقاراً على هذا مصدر في موضع الحال . الثالث أن الرجاء هنا بمعنى الخوف ، والوقار بمعنى العظمة والسلطان ، فالمعنى : مالكم لا تخافون عظمة الله وسلطانه ولله على هذا صفة للوقار في المعنى ، الرابع : أن الرجاء بمعنى الخوف ، والوقار بمعنى الاستقرار ، من قولك : وقر بالمكان إذا استقر فيه ، والمعنى : ما لكم لا تخافون الاستقرار في دار القرار إما في الجنة أو النار { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } أي طوراً بعد طور ، يعني أن الإنسان كان نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى سائر أحواله ، وقيل : الأطوار الأنواع المختلفة ، فالمعنى أن الناس على أنواع في ألوانهم وأخلاقهم وألسنتهم وغير ذلك { طِبَاقاً } ذكر في [ الملك : 3 ] { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } القمر إنما هو في السماء الدنيا ، وساغ أن يقول فيهن لما كان في إحداهن فهو في الجميع كقولك : فلان في الأندلس ، إذا كان في بعضها ، وجعل القمر نوراً والشمس سراجاً ، لأن ضوء السراج أقوى من النور ، فإن السراج هو الذي يضيء فيبصر به والنور قد يكون أقل من ذلك .