Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 23-25)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } أي وصى بعضهم بعضاً بذلك { وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً } هذه أسماء أصنامهم ، كان قوم نوح يعبدونها ، وروي أنها أسماء رجال صالحين كانوا في صدر الدنيا ، فلما ماتوا صوَّرهم أهل ذلك العصر من حجارة ، وقالوا : ننظر إليها لنتذكر أعمالهم الصالحة ، فهلك ذلك الجيل وكثر تعظيمهم من بعدهم لتلك الصور ، حتى عبدوها من دون الله ، ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها ؛ وقيل : بل الأسماء فقط ، إلى قبائل العرب ، فكان وَدّاً لكلب بدومة الجندل ، وكان سواع لهذيل ، وكان يغوث لمراد ، وكان يعوق لهمدان ، وكان نسراً لذي الكلاع من حمير . وقرئ وَدأ بفتح الواو وضمها ووُدّاً وهما لغتان { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً } الضمير للرؤساء من قوم نوح ، والمعنى أضلوا كثيراً من أتباعهم ، وهذا من كلام نوح عليه السلام ، وكذلك { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً } من كلامه ، وهو دعاء عليهم . وقال الزمخشري : إنه معطوف على قوله : { رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } [ نوح : 21 ] والتقدير : قال : رب إنهم عصوني ، وقال : " لا تزد الظالمين إلا ضلالاً " { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ } هذا من كلام الله إخباراً عن أمرهم ، وما زائدة للتأكيد وإنما قدم هذا المجرور للتأكيد أيضاً ليبين أن إغراقهم وإدخالهم النار ، إنما كان بسبب خطاياهم وهي الكفر وسائر المعاصي { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } يعني جهنم . وعبَّر عن ذلك بالفعل الماضي لأن الأمر محقق ، وقيل : أراد عرضهم على النار وعبر عنه بالإدخال .