Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 17-19)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } ( يوماً ) مفعول به ، وناصبه تتقون أي : كيف تتقون يوم القيامة وأهواله إن كفرتم ، وقيل : هو مفعول به ، على أن يكون كفرتم بمعنى جحدتم ، وقيل ، هو ظرف ، أي كيف لكم بالتقوى يوم القيامة ، ويحتمل أن يكون العامل فيه محذوف تقديره : اذكروا قوله { السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } { يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً } الولدان جمع وليد وهو الطفل الصغير ، والشيب بكسر الشين جمع أشيب ووزنه فُعُل بضم الفاء وكسرت لأجل الياء ، ويجعل يحتمل أن يكون مسنداً إلى الله تعالى أو إلى اليوم ، والمعنى أن الأطفال يشيبون يوم القيامة ، فقيل : إن ذلك حقيقة ، وقيل : إنه عبارة عن هول ذلك اليوم ، وقيل : إنه عبارة عن طوله { السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } الانفطار : الانشقاق ، والضمير المجرور يعود على اليوم ، أي : تتفطر السماء لشدة هوله ويحتمل أن يعود على الله أن تنفطر بأمره وقدرته . والأول أظهر ، والسماء مؤنثة ، وجاء منفطر بالتذكير لأن تأنيثها غير حقيقة أو على الإضافة تقديره : ذات انفطار أو لأنه أراد السقف { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } الضمير في وعده يحتمل أن يعود على اليوم أو على الله والأول أظهر ؛ لأنه ملفوظ به { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } الإشارة إلى ما تقدم من المواعظ والوعيد { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } يريد سبيل التقرب إلى الله ، ومعنى الكلام حض على ذلك وترغيب فيه .