Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 1-6)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ أُقْسِمُ } في الموضعين معناه أقسم ، ولا زائدة لتأكيد القسم ، وقيل : هي استفتاح كلام بمنزلة ألا . وقيل : هي نفي لكلام الكفار { بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } هي التي تلوم نفسها على فعل الذنوب ، أو التقصير في الطاعات ، فإن النفوس على ثلاثة أنواع : فخيرها النفس المطمئنة وشرها النفس الأمارة بالسوء وبينهما النفس اللوامة ، وقيل : اللوامة هي المذمومة الفاجرة ، وهذا بعيد لأن الله لا يقسم إلا بما يعظم من المخلوقات ، ويستقيم إن كان لا أقسم نفياً للقسم { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } الإنسان هنا للجنس ، أو الإشارة به للكفار المنكرين للبعث ، ومعناه أيظن أن لن نجمع عظامه للبعث بعد فنائها في التراب ؟ وهذه الجملة هي التي تدل على جواب القسم المتقدم { بَلَىٰ } تقديره نجمعها { ٱلإِنسَانُ } منصوب على الحال من الضمير في نجمع ، والتقدير : نجمعها ونحن قادرون { أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } البنان الأصابع ، وفي المعنى قولان : أحدهما أنه إخبار بالقدرة على البعث أي قادرين على أن نسوي أصابعه أي نخلقها بعد فنائها مستوية متقنة ، وإنما خص الأصابع دون سائر الأعضاء لدقة عظامها وتفرقها ، والآخر أنه تهديد في الدنيا ، أي قادرين أن نجعل أصابعه مستوية ، ملتصقة كيد الحمار وخف الجمل ، فلا يمكنه تصريف يديه في منافعه . والأول أليق بسياق الكلام { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } هذه الجملة معطوفة على أيحسب الإنسان ، ويجوز أن يكون استفهاماً مثلها أو تكون خبراً ، وليست بل هنا للإضراب عن الكلام الأول بمعنى إبطاله ؛ وإنما هي للخروج منه إلى ما بعده ، وليفجر : معناه ليفعل أفعال الفجور ، وفي معنى أمامه ثلاثة أقوال : أحدها أنه عبارة عما يستقبل من الزمان ، أي يفجر بقية عمره ، الثاني أنه عبارة عن اتباع أغراضه وشهواته ، يقال : مشى فلان قدامه إذا لم يرجع عن شيء يريده ، والضمير على هذين القولين يعود على الإنسان ، الثالث أن الضمير يعود على يوم القيامة . والمعنى يريد الإنسان أن يفجر قبل يوم القيامة . { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } أيان معناها متى وهذا السؤال على يوم القيامة هو على وجه الاستخفاف والاستعداد .