Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-7)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف في معنى المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات على قولين : أحدهما : أنها الملائكة ، والآخر : أنها الرياح . فعلى القول بأنها الملائكة سماهم المرسلات لأن الله تعالى يرسلهم بالوحي وغيره ، وسماهم العاصفات لأنهم يعصفون كما تعصف الرياح في سرعة مضيهم إلى امتثال أوامر الله تعالى ، وسماهم ناشرات لأنهم ينشرون أجنحتهم في الجو ، وينشرون الشرائع في الأرض ، أو ينشرون صحائف الأعمال ، وسماهم الفارقات لأنهم يفرقون بين الحق والباطل ، وعلى القول بأنها الرياح ، سماها المرسلات لقوله { ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ } [ الروم : 48 ] وسماها الناشرات لأنها تنشر السحاب في الجو ، ومنه قوله : { يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً } [ الروم : 48 ] وسماها الفارقات لأنها تفرق بين الحساب ومنه قوله : { وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } [ الروم : 48 ] وأما { فَٱلْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً } فهم الملائكة لأنهم يلقون الذكر للأنبياء عليهم السلام ، والأظهر في المرسلات والعاصفات أنها الرياح لأن وصف الريح بالعصف حقيقة ، والأظهر في الناشرات والفارقات أنها الملائكة لأن الوصف بالفارقات أليق بهم من الرياح ، ولأن الملقيات المذكورة بعدها هي الملائكة ولم يقل أحد أنها الرياح ، ولذلك عطف المتجانسين بالفاء فقال : والمرسلات فالعاصفات ثم عطف ما ليس من جنس بالواو فقال : والناشرات ، ثم عطف عليه المتجانسين بالفاء ، وقد قيل في المرسلات والملقيات أنهم الأنبياء عليهم السلام { عُرْفاً } معناه : فضلاً وإنعاماً ، وانتصابه على أنه مفعول من أجله وقيل : معناه متتابعة وهو مصدر في موضع الحال وأما عصفاً ونشراً وفرقاً فمصادر ، وأما ذكراً فمفعول به { عُذْراً أَوْ نُذْراً } العذر فسَّره ابن عطية وغيره بمعنى : إعذار الله إلى عباده لئلا تبقى لهم حجة أو عذر . وفسره الزمخشري بمعنى الاعتذار . يقال : عذر إذا محا الإساءة ، وأما نذراً فمن الإنذار وهو التخويف ، وقرأ الأعشى التميمي بضم الذال في الموضعين وبقية القراء بإسكانها ، ويحتمل أن يكونا مصدَرين فيكون نصبهما على البدل من ذكراً أو مفعولاً بذكر ، أو يحتمل أن يكون عذراً جمع عذير أو عاذر ، ونذراً جمع نذير فيكون نصبهما على الحال { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ } يعني البعث والجزاء وهو جواب القسم .